اللقاء بالإمام المهدي ع – الحكاية الرابعة عشرة: في رؤية المقدس الأردبيلي للحجة ع

 قال السيد المحدّث نعمة الله الجزائري في الأنوار النعمانية: وقد حدّثني أوثق مشايخي علماً وعملاً، انّ لهذا الرجل وهو المولى الأردبيلي تلميذاً من أهل تفرش(6) اسمه مير علاّم، وقد كان بمكان من الفضل والورع، قال ذلك التلميذ: انّه قد كانت لي حجرة في المدرسة المحيطة بالقبّة الشريفة، فاتّفق انّي فرغت من مطالعتي وقد مضى جانب كثير من الليل، فخرجت من الحجرة أنظر حوش الحضرة وكانت الليلة شديدة الظلام، فرأيت رجلاً مقبلاً على الحضرة الشريفة.

فقلت: لعلّ هذا سارق جاء ليسرق شيئاً من القناديل، فنزلت وأتيت إلى قربه، فرأيته وهو لا يراني، فمضى إلى الباب ووقف، فرأيت القفل قد سقط وفتح له الباب الثاني والثالث على هذا الحال، فاشرف على القبر فسلّم وأتى من جانب القبر ردّ السلام.

فعرفت صوته فإذا هو يتكلّم مع الإمام عليه السلام في مسألة علمية، ثم خرج من البلد متوجّهاً إلى مسجد الكوفة، فخرجت خلفه وهو لا يراني، فلمّا وصل إلى محراب المسجد سمعته يتكلم مع رجل آخر بتلك المسألة، فرجع ورجعت خلفه، فلمّا بلغ إلى باب البلد أضاء الصبح فأعلنت نفسي له وقلت له: يا مولانا كنت معك من الأوّل إلى الآخر، فأعلمني من كان الرجل الأوّل الذي كلّمته في القبة، ومن الرجل الآخر الذي كلّمك في مسجد الكوفة.

فأخذ عليّ المواثيق انّي لا أخبر أحداً بسّره حتى يموت، فقال لي: يا ولدي انّ بعض المسائل تشتبه عليّ فربّما خرجت في بعض الليل إلى قبر مولانا أمير المؤمنين عليه السلام وكلّمته في المسألة وسمعت الجواب، وفي هذه الليلة أحالني على مولانا صاحب الزمان وقال لي:

(انّ ولدنا المهدي هذه الليلة في مسجد الكوفة فامض إليه وسله عن هذه المسألة).

وكان ذلك الرجل هو المهديّ عليه السلام.(7)

 

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *