ما المطلوب منا تجاه الإمام المهدي؟ – الخامس: الذهاب للحج نيابة عنه (ع)

 الحج عنه عليه السلام أو الاستنابة له، كما كان ذلك مرسوماً عند الشيعة منذ القدم، وأقرّهم عليه السلام بذلك، كما روى القطب الراوندي (رحمه الله) في الخرائج انّ أبا محمّد الدعلجي كان له ولدان، وكان من خيار أصحابنا، وكان قد سمع الأحاديث، وكان أحد ولديه على الطريقة المستقيمة وهو أبو الحسن كان يغسّل الأموات، وولد آخر يسلك مسالك الأحداث في فعل الحرام، ودُفع إلى أبي محمّد حجّة يحج بها عن صاحب الزمان عليه السلام، وكان ذلك عادة الشيعة وقتئذٍ، فدفع شيئاً منها إلى ابنه المذكور بالفساد وخرج إلى الحج، فلمّا عاد حكى انّه كان واقفاً بالموقف (عرفات)، فرأى إلى جانبه شاباً حسن الوجه، أسمر اللون بذؤابتين، مقبلاً على شأنه في الدعاء والابتهال والتضرّع وحسن العمل، فلمّا قرب نفر الناس(3) التفت إليّ وقال:

يا شيخ ما تستحي؟ قلت: من أيّ شيء يا سيدي؟ قال: (يُدفع إليك حجّة عمّن تعلم، فتدفع منها إلى فاسق يشرب الخمر، يوشك أن تذهب عينك هذه _ وأومأ إلى عيني _) وأنا من ذلك إلى الآن على وجل ومخافة.

(وقيل:) فما مضى عليه أربعون يوماً بعد مورده حتى خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة، فذهبت.(4)

 

الهوامش

(3) انصراف الناس. (4) الخرائج 1: 480/ ح 21، عنه البحار 52: 59/ ح 42.

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *