عبدالعظيم الحسني رضوان الله عليه

سيرة مختصرة للسيد عبد العظيم الحسني‏

السيد ( الشاه ) عبد العظيم الحسني‏ [1]

دخل بعض أهل الري على الإمام الهادي(عليه السلام)، فقال له : (أين كنت)؟ قال :زرت الحسين (عليه السلام)،قال (عليه السلام):
(أما أنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين(عليه السلام)

كان السيد عبد العظيم الحسني من كبار العلماء والمحدّثين الشيعة، ومن أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي (عليهم السلام)

وروى أبو تراب الروياني قال: سمعت أبا حماد الرازي يقول: دخلت على علي بن محمد (عليه السلام) بسر من رأى فسألته عن أشياء من الحلال والحرام فأجابني فيها، فلما ودعته قال لي: يا حماد إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني، وأقرأه مني السلام.
وكان من شدة ورعه أن عرض دينه على الإمام علي بن محمد الهادي (عليه السلام) فلمّا نظر إليه الإمام (عليه السلام) قال: (مَرحباً بك يا أبا القاسم، أنت ولينا حقّاً).
فقال السيد عبد العظيم: (إني أقول أن الله واحد – إلى أن قال – إن الفرائض بعد الولاية الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن لمنكر، فقال (عليه السلام): (هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة)، رواه الشيخ الصدوق مفصلا في صفات الشيعة والتوحيد ص 46، والمجالس ص 204، والإكمال ص 214.

ومن وصايا الإمام الرضا (عليه السلام) له (رضوان الله تعالى عليه)
يا عبد العظيم أبلغ عني أوليائي السلام وقل لهم أن لا يجعلوا للشيطان على أنفسهم سبيلاً ومرهم بالصدق في الحديث وأداء الأمانة، ومرهم بالسكوت وترك الجدال فيما لا يعنيهم وإقبال بعضهم على بعض والمزاورة فإن ذلك قربة إليَّ ولا يشغلوا أنفسهم بتمزيق بعضهم بعضاً، فإني آليت على نفسي أنه من فعل ذلك واسخط ولياً من أوليائي دعوت الله ليعذبه في الدنيا أشد العذاب وكان في الآخرة من الخاسرين

وقال المحدث القمي بشأن السيد عبد العظيم: (علو مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس فإنه من سلالة خاتم النبيين وهو من أكابر المحدثين وأعاظم العلماء والزهاد والعباد وذوي الورع والتقوى وهو من أصحاب الجواد والهادي وكان متوسلاً بهما أقصى درجات التوسل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع)

وللصاحب بن عباد المتوفى 385هـ رسالة في أحوال عبد العظيم الحسني أوردها المحدث النوري نقلاً عن نسخة بخط بعض بني بويه بتاريخ سنة 516هـ في كتابه (خاتمة المستدرك 3/614) ننقلها هنا تتميماً للفائدة:
سألت عن نسب عبد العظيم الحسني المدفون بالشجرة، صاحب المشهد – قدس الله روحه – وحاله واعتقاده، وقدر علمه وزهده، وأنا ذاكر ذلك على اختصار وبالله التوفيق:
هو أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه وعلى آبائه السلام ذو ورع ودين عابد معروف بالأمانة وصدق اللهجة عالم بأمور الدين قائل بالتوحيد والعدل كثير الحديث والرواية.
يروي عن أبي جعفر محمد بن علي بن موسى وعن ابنه أبي الحسن صاحب العسكر (عليهم السلام( ولهما إليه رسائل ويروي عن جماعة من أصحاب موسى بن جعفر وعلي بن موسى (عليهم السلام)، وله كتاب يسميه: (كتاب يوم وليلة) وكتب ترجمتها روايات عبد العظيم بن عبد الله الحسني.
وقد جمع السيد عبد العظيم خطب الإمام علي (عليه السلام) في كتاب عُرف بـ(خُطَب أمير المؤمنين)

اسمه وكنيته ونسبه
السيّد أبو القاسم ، عبد العظيم بن السيّد عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الإمام الحسن المجتبى ( عليه السلام )

ولادته
ولد السيّد عبد العظيم في اليوم الرابع من شهر ربيع الثاني عام 173 هـ ، بالمدينة المنوّرة .

أُمّه
السيّدة فاطمة بنت بن قيس .

مقامه
كان السيّد عبد العظيم من كبار العلماء والمحدّثين الشيعة ، ومن أصحاب الإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادي
( عليهم السلام ) ، وقد روي عنهم الكثير من الأحاديث ، وكان رجلاً زاهداً متّقياً ورعاً .

استقراره في الري
هرب السيّد عبد العظيم من جور الخليفة المتوكّل العباسي من مدينة سامرّاء إلى الري ـ جنوب العاصمة طهران ـ ليعيش في سرداب لأحد الشيعة في محلّة سكّة الموالي في الري ، فكان الشيعة يتوافدون عليه ليتزوّدوا من علومه ورواياته ، وكان معزّزاً مكرّماً عندهم ، فكانوا يؤمّونه فيحلّ مسائلهم الشرعية ومشاكلهم الدينية ، وكان ممثّلاً للإمام الهادي ( عليه السلام ) في تلك المنطقة .

من أقوال الأئمة ( عليهم السلام ) فيه :
1ـ قال الإمام الهادي ( عليه السلام ) له مرحباً بك يا أبا القاسم ، أنت وليّنا حقّاً [2] .
2ـ قال الإمام الهادي ( عليه السلام ) لحمّاد الرازي : ( يا حمّاد ، إذا أشكل عليك شيء من أمر دينك بناحيتك ، فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني ، وأقرأه منّي السلام ) [3].
3ـ قال الإمام الهادي ( عليه السلام ) لرجل من أهل الري : ( أما إنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي ) عليهما السلام( [4] .

من أقوال العلماء فيه :
1ـ قال الشيخ ابن داود الحلّي في رجاله : ( عابد ورع كان مرضياً )
2ـ قال العلاّمة الحلّي في خلاصة الأقوال : ( كان عابداً ورعاً)
3ـ قال السيّد علي البروجردي في طرائف المقال : ( وفضله وجلالته أشهر من أن يذكر ، وقبره الآن مزار للشيعة ، وقد برز منه الكرامات الباهرة ) .
4ـ قال الشيخ النمازي الشاهرودي في مستدركات علم رجال الحديث : ( وهو ذو ورع ودين ، عابد معروف بالأمانة والوثاقة والجلالة ) .

ممّن روى عنهم : نذكر منهم ما يلي
الإمام الرضا ، الإمام الجواد ، الإمام الهادي ( عليهم السلام ) ، هشام بن الحكم ، محمّد بن أبي عمير ، علي بن جعفر ، الحسن بن محبوب ، موسى بن محمّد العجلي ، علي بن أسباط ، محمّد بن الفضيل .

الراوون عنه
أحمد بن مهران ، أحمد بن محمّد بن خالد البرقي ، أحمد بن أبي عبد الله ، سهل بن زياد الآدمي ، أبو تراب عبيد الله الحارثي .

من مؤلفاته : خطب أمير المؤمنين .

وفاته
توفّي السيّد عبد العظيم ( عليه السلام ) في الخامس عشر من شوّال 252 هـ ، ودفن بمدينة الري ، جنوب العاصمة طهران ، وقبره معروف يزار .

ثواب زيارته
دخل بعض أهل الري على الإمام الهادي ( عليه السلام ) ، فقال له : ( أين كنت ) ؟ قال : زرت الحسين ( عليه السلام ) ، قال ( عليه السلام ) : ( أما أنّك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين ( عليه السلام ( [5] .

المصادر:
[1] الأمالي للشيخ الصدوق : 419 .
[2] مستدرك الوسائل 17 / 321 .
[3] ثواب الأعمال : 99 .
[4] كامل الزيارات : 537 .
[5] شبكة الكفيل العالمية

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *