اللقاء بالإمام المهدي ع – الحكاية السادسة: حكاية أمير إسحاق الأستر آبادي

وقد ذكرها العلامة المجلسي في البحار عن والده، ولقد رأيتها بخط والده الآخوند المولى محمّد تقي (رحمه الله) خلف الدعاء المعروف بالحرز اليماني بشرح أكثر مع الاجازات، فنذكرها عن والده:

بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله ربّ العالمين، والصلوة على أشرف المرسلين محمّد وعترته الطاهرين، أمّا بعد فقد طلب منّي السيد النجيب الأديب الحسيب، زبدة السادة العظام والنقباء الكرام، أمير محمّد هاشم أدام الله تعالى تأييده بجاه محمّد وآله الأقدسين، أن اُجيزه الحرز اليماني المنسوب إلى أمير المؤمنين، وإمام المتقين، وخير الخلائق بعد سيد النبيين، صلوات الله وسلامه عليهما ما دامت الجنة مأوى الصالحين.

فأجزت أن يروي هذا الدعاء عنّي وباسنادي عن السيد العابد الزاهد أمير إسحاق الأستر آبادي المدفون قرب سيد شباب أهل الجنة أجمعين، عن مولانا ومولى الثقلين خليفة الله تعالى صاحب العصر والزمان صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه الأقدسين.

وقال السيد المذكور: تأخّرت عن القافلة في طريق مكة، فيئست من الحياة ونمت على قفاي كهيئة المحتضر وبدأت بقراءة الشهادتين، فإذا أنا بمولانا ومولى العالمين خليفة الله على الناس أجمعين واقفاً فوق رأسي فقال لي: قم يا إسحاق، فقمت وكنت عطشاناً فأرواني وأردفني معه، فبدأت بقراءة الحرز المذكور، وكان عليه السلام يصلحه لي حتى أتممته، فرأيت نفسي في الأبطح فنزلت عن مركبه فإذا هو قد غاب عنّي.

ووصلت القافلة بعد تسعة أيّام، واشتهر بين أهل مكة إنّي جئت بطيّ الأرض، فاختفيت بعد إتمام المناسك.

وهذا السيد حجّ أربعين مرّة ماشياً، ولقد رأيته في اصفهان لمّا جاء من كربلاء لزيارة مولى الكونين الإمام عليّ بن موسى الرضا صلوات الله عليهما، وكان في ذمّته مهر زوجته بمقدار سبعة توامين، فرأى في المنام انّ أجله قد دنا.

وقال: انّي جاورت كربلاء خمس سنين كي أموت وأدفن هناك، وأخاف أن يدركني الموت في غيره، فلمّا اطّلع بعض اخواننا على ذلك أدّى عنه ذلك المبلغ وأرسل معه نفراً من اخواننا، فقال: لما وصل السيد إلى كربلاء وأدّى دينه مرض وتوفي في اليوم التاسع ودفن في داره.

ولقد رأيت منه أمثال هذه الكرامات مدّة اقامته باصفهان (رضي الله عنه)، وعندي لهذا الدعاء اجازات كثيرة، واقتصرت عليه وأرجو أن لا ينساني من الدعاء، وأطلب منه أن لا يقرأ هذا الدعاء الاّ لله تبارك وتعالى، ولا يقرأه على عدوّه المؤمن وإن كان فاسقاً أو ظالماً له، ولا يقرأه لنيل الأهواء الدنيوية، بل يجدر أن تكون قراءته للقرب من الله تعالى، ولدفع شرّ شياطين الجنّ والإنس عنه وعن جميع المؤمنين، وان لم تحصل له نيّة القربة فالأولى ترك جميع النيّات سوى القرب من الله تعالى.

نمقه بيمناه الداثرة أحوج المربوبين إلى رحمة ربه الغني محمّد تقي المجلسي الاصفهاني، حامداً لله تعالى ومصلّياً على سيد الأنبياء وأوصيائه النجباء الأصفياء. (انتهى).(15)

وذكر هذه الحكاية خاتم العلماء والمحدّثين الشيخ أبو الحسن تلميذ العلامة المجلسي في أواخر مجلّد ضياء العالمين عن أستاذه عن والده، فذكرها إلى ورود السيد إلى مكة ثم قال: قال والد شيخي: ثم أخذت هذه النسخة على تصحيح الإمام عليه السلام منه، وأجازني روايتها عن الإمام عليه السلام وهو أيضاً أجاز روايتها لابنه _ أي شيخي المذكور طاب ثراه _ ويُعتبر ذلك الدعاء في عداد اجازات شيخي لي، وأنا منذ أربعين سنة أقرأ هذا الدعاء ورأيت منه خيراً كثيراً.

ثم ذكر حكاية رؤيا السيد التي قيل له فيها: عجّل بالذهاب إلى كربلاء فانّ أجلك قد دنا، وهذا الدعاء موجود في المجلّد التاسع عشر من بحار الأنوار على النحو المذكور.

 

الهوامش

(15) النجم الثاقب: 365؛ وتجدها في البحار بنحو آخر 52: 175.

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *