التفسير فى دور الصحابة

هم درجات عند اللّه
قال تعالى:﴿نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ1.

لا شك ان الصحابة، ممن﴿رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ2 كانوا هم مراجع الامة بعد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم اذ كانوا حاملي لوائه ومصادر شريعته الى المل، ليس يعدل عنهم الى الابد. نعمكانوا على درجات من العلم والفضيلة حسبما اوتوا من فهم وذكا وسائرالمواهب والاستعداد﴿أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا ﴿يُؤتِي الْحِكْمَةَ مَن يَشَاء وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا4.

قال مسروق بن الاجدع الهمداني5: جالست اصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم فوجدتهم كالاخاذ ـ يعني الغدير من الماءـ فالاخاذ يروي الرجل، والاخاذ يروي الرجلين، والاخاذ يروي العشرة، والاخاذ يروي المائة، والاخاذ لونزل به اهل الارض لاصدرهم6.

وفي لفظ ابن الاثير: تكفي الاخاذة الراكب، وتكفي الاخاذة الراكبين، وتكفي الاخاذة الفئام من الناس قال: والاخاذ ككتاب: مصنع للما يجتمع فيه والفئام: الجماعة الكثيرة7.

ويعني بالاخير (لاصدرهم) الامام امير المؤمنين، عليه صلوات المصلين، حيث كان ـ سلام اللّه عليه ـ ينحدر عنه السيل ولا يرقى اليه الطير8 قال مسروق: “انتهى العلم الى ثلاثة: عالم بالمدينة على بن ابي طالب، وعالم بالعراق عبد اللّه ابن مسعود، وعالم بالشام ابي  الدرداء، فاذا التقوا سال عالم الشام وعالم العراق عالم المدينة وهو لم يسالهم”.

قال الاستاذ محمد حسين الذهبي: الحق ان الصحابة كانوا يتفاوتون في القدرة على فهم القرآن وبيان معانيه المرادة منه، وذلك راجع الى اختلافهم في ادوات الفهم فقد كانوا يتفاوتون في العلم بلغتهم، فمنهم الواسع الاطلاع الملم بغريبها (كعبد اللّه بن عباس)، ومنهم دون ذلك، ومنهم من لازم النبى صلى الله عليه وآله وسلم فعرف من اسباب النزول ما لم يعرفه غيره (كعلى بن ابي طالب عليه السلام) اضف الى ذلك ان الصحابة لم يكونوا في درجتهم العلمية ومواهبهم العقلية سو، بل كانوا مختلفين في ذلك اختلافاً عظيماً10.

هذا عدى بن حاتم11، العربي الصميم، حسب من قوله تعالى: ﴿وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ12 انه تمايز احد خيطين: ابيض وآخر اسود، احدهما عن الاخر في ضؤ الفجر، فاخذ عقالين ابيض واسود وجعلهما تحت وساده، فجعل ينظر اليهما فلايتبين له احدهما عن الاخر، فلما اصبح غدا الى رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يخبره بما صنع، فضحك رسول اللّه من صنيعه ذلك، حتى بدت نواجذه، وفي رواية، قال له: ان وسادك اذن لعريض ـ كناية عن عدم تنبهه لحقيقة الامر ـ ثم قال له: انما ذاك بياض النهار من سواد الليل13، انه البياض المعترض على الافق تحت سواد الليل المنصرم وفي الدر المنثور: لا يمنعكم من سحوركم اذان بلال ولا الفجر المستطيل ـ وهو الساطع المصعد ـ ولكن الفجرالمستظهر في الافق، هو المعترض الاحمر، يلوح الى الحمرة وفي حديث: لايمنعكم اذان بلال من سحوركم فانه ينادي بليل، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا اذان ابن ام مكتوم، فانه لا يؤذن حتى يطلع الفجر14. قال الامام ابو جعفر الباقر عليه السلام: “الفجر هو الخيط الابيض المعترض، وليس هو الابيض صعدا”15. وزعمت عائشة من قوله تعالى:﴿يُؤْتُونَ مَا آتَوا16 ارادة ارتكاب المآثم، الامر الذي يتنافى مع سياق الاية الواردة بشان الاشادة بموضع المؤمنين حق، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ ـ الى قوله ـ وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ17.

فسالت عن ذلك رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، وقالت: هو الذي يسرق ويزني ويشرب الخمر، وهو يخاف اللّه؟18 كناية عن اتيانه الطاعات، وجلا ان لا يكون مؤديا لها تامة حسبما اراده اللّه.

ولعلها كانت تتصور من الكلمة انها مقصورة﴿يُؤْتُونَ مَا آتَوابمعنى: (يعملون ما عملوا)، وقد اسلفنا الكلام عن تزييفه19. وان الصحيح هو قراة المد﴿يُؤْتُونَ مَا آتَوابمعنى: يؤدون ما ادو، اي من افعال البر والخيرات، من غير اعجاب ولا رياء، والى ذلك ينظر تفسيره صلى الله عليه وآله وسلم.

وروى زرارة عن الامام ابي جعفر الباقر عليه السلام قال: اتى عمار بن ياسر رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللّه، اجنبت الليلة ولم يكن معي ماء قال: كيف صنعت؟ قال: طرحت ثيابي ثم قمت الى الصعيد فتعمكت20 فعلمه رسول اللّه التيمم، سوا اكان بدل وضوء ام بدل غسل21. وقرأ عمر بن الخطاب من سورة “عبس ” حتى وصل الى قوله تعالى:﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ، أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاء صَبًّا ، ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّ، فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّ، وَعِنَبًا وَقَضْبً، وَزَيْتُونًا وَنَخْلً، وَحَدَائِقَ غُلْبً، وَفَاكِهَةً وَأَبًّا ، مَّتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ22، فقال: هذه الفاكهة قد عرفناه، فما الاب؟ ثم رجع الى نفسه فقال: ان هذا لهو التكلف يا عمر!

وفي رواية: ثم رفض ـ او نقض ـ عصا كانت في يده، وقال: هذا لعمر اللّه هو التكلف، فما عليك ان لا تدري ماالاب، اتبعوا ما بين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه الى ربه ولعله سئل عن تفسير الاية فحار في الجواب.

وقد ورد ان ابابكر ـ ايضا ـ سئل قبل ذلك عن تفسير الاية، فقال: اى سماء تظلني، واى ارض تقلني، اذا قلت في كتاب اللّه ما لم اعلم23.

قال الذهبي: ولو اننا رجعنا الى عهد الصحابة لوجدنا انهم لم يكونوا في درجة واحدة بالنسبة لفهم معاني القرآن،بل تتفاوت مراتبهم، واشكل على بعضهم ما ظهر لبعض آخر منهم وهذا يرجع الى تفاوتهم في القوة العقلية، وتفاوتهم في معرفة ما احاط بالقرآن من ظروف وملابسات واكثر من هذا انهم كانوا لا يتساوون في معرفة المعاني التي وضعت لها المفردات، فمن مفردات القرآن ما خفي معناه على بعض الصحابة، ولا ضير في هذ،فان اللغة لا يحيط بها الا معصوم، ولم يدع احد ان كل فرد من امة يعرف جميع الفاظ لغتها.

قال: ومما يشهد لهذا الذي ذهبنا اليه، ما اخرجه ابو عبيدة في الفضائل عن انس: ان عمر بن الخطاب قرا على المنبر﴿وَفَاكِهَةً وَأَبًّافقال: هذه الفاكهة قد عرفناه، فما الاب؟ ثم رجع الى نفسه فقال: ان هذا لهو التكلف يا عمر!

وما روي من ان عمر كان على المنبر فقرا:﴿أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ24 ثم سال عن معنى التخوف،فقال له رجل من هذيل: التخوف عندنا التنقص، ثم انشد:

تخوف الرحل منها تامكا قردا    كما تخوف عود النبعة السفن25.

قال الطبرسي: التخوف: التنقص، وهو ان ياخذ الاول فالاول حتى لايبقى منهم احد، وتلك حالة يخاف معها الهلاك والفناء وهو الغناء تدريج، ثم انشد البيت بتبديل الرحل الى السير26.

قال الفراء: جاء التفسير بانه التنقص والعرب تقول: تحوفته ـ بالحا المهملة ـ: تنقصه من حافاته27.

ومعنى الاية ـ على ذلك ـ: انه تعالى يهلكهم على تدرج شيئا فشيئ، بما يجعلهم على خوف الفناء، حيث يرون انهم في تنقيص، والاخذ من جوانبهم تدريج، وهذا نظير ما ورد في آية اخرى:﴿أَفَلَا يَرَوْنَ أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَاٍ28 وقوله: ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ29.

وايضا اخرج ابوعبيدة من طريق مجاهد عن عبد اللّه بن عباس، قال: كنت لا ادري ما “فاطر السماوات ” حتى اتاني اعرابيان يتخاصمان في بئر فقال احدهما: انا فطرته، والاخر يقول: انا ابتداتها30.

قال الذهبي: فاذا كان عمر بن الخطاب يخفى عليه معنى “الاب” ومعنى “التخوف”، ويسال عنهما غيره، وابن عباس ـ وهو ترجمان القرآن ـ لا يظهر له معنى “فاطر” الا بعد سماعه من غيره، فكيف شان غيرهما؟ مثلا ـ ان يعلموا من قوله تعالى: “وفاكهة وابا” انه تعداد للنعم التي انعم اللّه بها عليهم، ولا يلزمون انفسهم بتفهم معنى الاية تفصيل، ما دام المراد واضحا جليا31.

المفسرون من الاصحاب
اشتهر بالتفسير من الصحابة اربعة، لاخامس لهم في مثل مقامهم في العلم بمعاني القرآن، وهم: على بن ابي طالب عليه السلام وكان راسا واعلم الاربعة، وعبد اللّه ابن مسعود، وابى بن كعب، وعبد اللّه بن عباس، كان اصغرهم واوسع باعا في نشر التفسير.

اما غير هؤلاء الاربعة فلم يعهد عنهم في التفسير سوى النزر اليسير.

قال جلال الدين السيوطي: اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة: الخلفاء الاربعة، وابن مسعود، وابن عباس، وابى بن كعب، وزيد بن ثابت، وابو موسى الاشعري، وعبداللّه بن الزبير اما الخلفا فاكثر من روي عنه منهم على بن ابي طالب، والرواية عن الثلاثة (ابي بكر وعمر وعثمان) نزرة جدا32.

قال الاستاذ الذهبي: وهناك من تكلم في التفسير من الصحابة غير هؤل، كانس بن مالك، وابي هريرة وعبداللّه بن عمر، وجابر بن عبد اللّه، وعبد اللّه بن عمرو بن العاص، وعائشة غير ان ما نقل عنهم في التفسير قليل جد، كما ان العشرة الذين اشتهروا بالتفسير، تفاوتوا قلة وكثرة، والمخصوصون بكثرة الرواية في التفسير منهم اربعة: على بن ابي طالب، وابن مسعود، وابى بن كعب، وابن عباس اما باقي العشرة، وهم: زيد، وابو موسى وابن الزبير، فقد قلت عنهم الرواية، ولم يبلغوا ما بلغه الاربعة.

قال: لهذا نرى الامساك عن الكلام في شان الستة، ونتكلم عن (على بن ابي طالب) و(ابن مسعود) و(ابى بن كعب) و(ابن عباس) نظرا لكثرة الرواية عنهم في التفسير، كثرة غذت مدارس الامصار على اختلافها وكثرتها33.

اعلم الصحابة بمعاني القرآن فالاعلم
قال الامام بدر الدين الزركشي: وصدر المفسرين من الصحابة هو على بن ابي طالب، ثم ابن عباس وهو تجرد لهذا الشان، والمحفوظ عنه اكثر من المحفوظ عن علي عليه السلام، الا ان ابن عباس كان قد اخذ عن علي عليه السلام34.

قال الاستاذ الذهبي: كان علي عليه السلام بحرا من العلم، وكان قوى الحجة سليم الاستنباط، اوتي الحظ الاوفر من الفصاحة والخطابة والشعر، وكان ذا عقل ناضج وبصيرة نافذة الى بواطن الامور وكثيرا ما كان يرجع اليه الصحابة في فهم ما خفي، واستجلاء ما اشكل وقد دعا له رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم حين ولاه قضاء اليمن، بقوله: “اللهم ثبت لسانه واهد قلبه” فكان موفقا مسدد، فيصلا في المعضلات35، حتى ضرب به المثل، فقيل: “قضية ولا ابا حسن لها“.

قال: ولا عجب، فقد تربى في بيت النبوة، وتغذى بلبان معارفه، وعمته مشكاة انوارها وقيل لعطاء: اكان في اصحاب محمد اعلم من علي؟ قال: ل، واللّه لا اعلمه وعن سعيد بن جبير عن ابن عباس، قال: اذا ثبت لنا الشيء عن علي، لم نعدل عنه الى غيره36. قال ابن عباس: جل ما تعلمت من التفسير، من على بن ابي طالب وقال: علي علم علما علمه رسول اللّه، ورسول اللّه علمه اللّه، فعلم النبي من علم اللّه، وعلم علي من علم النبي، وعلمي من علم علي عليه السلام وما علمي وعلم اصحاب محمدصلى الله عليه وآله وسلم في علم علي الا كقطرة في سبعة ابحر وفي حديث آخر: فاذا علمي بالقرآن في علم علي عليه السلام كالقرارة في المثعنجر، قال: القرارة: الغدير، والمثعنجر: البحر37.

وقال: لقد اعطي على بن ابي طالب عليه السلام تسعة اعشار العلم، وايم اللّه لقد شاركهم في العشر العاشر، الامر الذي احوج الكل اليه واستغنى عن الكل، كما قال الخليل.

وقال سعيد بن جبير: كان ابن عباس يقول: اذا جانا الثبت عن علي عليه السلام لم نعدل به وفي لفظ ابن الاثير: اذا ثبت لنا الشي عن علي لم نعدل عنه الى غيره. وقد عرفت ان ما اخذه ابن عباس من التفسير فانما اخذه عن علي عليه السلام. وقال سعيد بن المسيب: ما كان احد من الناس يقول سلوني غير على بن ابي طالب قال: كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها ابو حسن وقد روى البلاذري في الانساب قولة عمر: “لا ابقاني اللّه لمعضلة ليس لها ابو حسن “.

وقال ابو الطفيل: كان علي عليه السلام يقول: سلوني، سلوني، سلوني عن كتاب اللّه تعالى، فواللّه ما من آية الا وانااعلم انزلت بليل او نهار….

وقال عبد اللّه بن مسعود: ان القرآن انزل على سبعة احرف، ما منها حرف الا وله ظهر وبطن، وان على بن ابي طالب عنده منه الظاهر والباطن38.

وروى ابو عمرو الزاهد (261 ـ 345) باسناده الى علقمة، قال: قال لنا عبد اللّه بن مسعود ذات يوم في حلقته: لو علمت احدا هو اعلم مني بكتاب اللّه عز وجل، لضربت اليه آباط الابل قال علقمة: فقال رجل من الحلقة: القيت عليا عليه السلام؟ فقال: نعم، قد لقيته، واخذت عنه، واستفدت منه، وقرات عليه، وكان خير الناس واعلمهم بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ولقد رايته كان بحرا يسيل سيلا39.

قال ابن ابي الحديد ـ بصدد كونه عليه السلام مرجع العلوم الاسلامية كلها ـ: ومن العلوم علم تفسير القرآن وعنه اخذ، ومنه فرع واذا راجعت الى كتب التفسير علمت صحة ذلك، لان اكثره عنه وعن عبد اللّه بن عباس وقد علم الناس حال ابن عباس في ملازمته له وانقطاعه اليه، وانه تلميذه وخريجه وقيل له: اين علمك من علم ابن عمك؟ فقال: كنسبة قطرة من المطر الى البحر المحيط40.

واخرج الحاكم باسناده عن رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: “علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يفترقا حتى يرداعلي الحوض” وقال: “انا مدينة العلم وعلي بابه، فمن اراد المدينة فلياتها من بابها41.

والان فلنستمع الى ما يصف عليه السلام نفسه وموضعه من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قال: “سلوني عن كتاب اللّه، فانه ليست آية الا وقد عرفت بليل نزلت ام بنهار، في سهل او جبل “، “واللّه ما نزلت آية الا وقد علمت فيم انزلت واين نزلت وان ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا سؤولا”.

قيل له: “ما بالك اكثر اصحاب النبى صلى الله عليه وآله وسلم حديثا؟ فقال: لاني كنت اذا سالته انباني، واذا سكت ابتداني42.

قال عليه السلام: “كنت اول داخل على النبى صلى الله عليه وآله وسلم وآخر خارج من عنده، وكنت اذا سالت اعطيت، واذا سكت ابتديت وكنت ادخل على رسول اللّه في كل يوم دخلة، وفي كل ليلة دخلة وربما كان ذلك في بيتي، ياتيني رسول اللّه اكثر من ذلك في منزلي فاذا دخلت عليه في بعض منازله اخلى بي واقام نساءه، فلم يبق عنده غيري واذا اتاني لم يقم فاطمة ولا احدا من ولدي واذا سالته اجابني، واذا سكت عنه ونفدت مسائلي ابتداني فما نزلت على رسول اللّه آية من القرآن الا اقرانيها واملاها على وكتبتها بخطي، فدعا اللّه ان يفهمني ويعطيني، فما نزلت آية من كتاب اللّه الا حفظتها وعلمني تاويلها”43.

وفي الكافي: “فما نزلت على رسول اللّه آية من القرآن الا اقرانيها واملاها على، فكتبتها بخطي، وعلمني تاويلها وتفسيره، وناسخها ومنسوخه، ومحكمها ومتشابهه، وخاصها وعامها ودعا اللّه ان يعطيني فهمها وحفظها فما نسيت آية من كتاب اللّه ولا علما املاه على وكتبته، منذ دعا اللّه لي بما دعا وما ترك شيئا علمه اللّه من حلال ولا حرام، ولا امر ولا نهي كان او يكون، ولا كتاب منزل على احد قبله من طاعة او معصية، الا علمنيه وحفظته، فلم انس حرفا واحدا ثم وضع يده على صدري ودعا اللّه لي ان يملا قلبي علما وفهما وحكما ونورا فقلت: يا نبى اللّه ـ بابي انت وامي ـ منذ دعوت اللّه لي بما دعوت، لم انس شيئا ولم يفتني شي لم اكتبه، افتتخوف على النسيان فيما بعد؟ فقال: لا، لست اتخوف عليك النسيان والجهل44. وقد قال رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم لعلي عليه السلام: “ان اللّه امرني ان ادنيك ولا اقصيك، وان اعلمك ولا اجفوك فحقيق علي ان اعلمك، وحقيق عليك ان تعي”45. وفي الخطبة القاصعة ـ من نهج البلاغة ـ: “وقد علمتم موضعي من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم بالقرابة القريبة، والمنزلة الخصيصة وضعني في حجره وانا ولد، يضمني الى صدره، ويكنفني الى فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، 46 وكان يمضغ الشي ثم يلقمنيه وما وجد لي كذبة في قول، ولا خطلة47 في فعل. ولقد قرن اللّه به صلى الله عليه وآله وسلم، من لدن ان كان فطيما اعظم ملك من ملائكته، يسلك به طريق المكارم، ومحاسن اخلاق العالم، ليله ونهاره. ولقد كنت اتبعه اتباع الفصيل اثر امه، يرفع لي في كل يوم من اخلاقه علم، ويامرني بالاقتدا به. ولقد كان يجاور في كل سنة بحراء، فاراه ولا يراه غيري ولم يجمع بيت واحد يومئذ في الاسلام غير رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وخديجة وانا ثالثهما ارى نور الوحي والرسالة، واشم ريح النبوة. ولقد سمعت رنة الشيطان حين نزل الوحي عليه صلى الله عليه وآله وسلم فقلت: يا رسول اللّه، ما هذه الرنة؟ فقال: هذا الشيطان ايس من عبادته انك تسمع ما اسمع، وترى ما ارى، الا انك لست بنبى ولكنك لوزير وانك لعلى خير48.

واما عبد اللّه بن مسعود، فهو من السابقين في الايمان، واول من جهر بالقرآن بمكة، واسمعه قريشا بعدرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم واوذي في اللّه من اجل ذلك وكان قد اخذه رسول اللّه اليه، فكان يخدمه في اكثر شؤونه، وهو صاحب طهوره وسواكه ونعله، ويلبسه اياه اذا قام، ويخلعه ويحمله في ذراعه اذا جلس، ويمشي امامه اذاسار، ويستره اذا اغتسل، ويوقظه اذا نام، ويلج داره بلاحجاب، حتى لقد ظن انه من اهل بيت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم. هاجر الهجرتين، وصلى الى القبلتين، وشهد المشاهد كلها مع رسول اللّه. كان من احفظ الناس لكتاب اللّه، وكان رسول اللّه يحب ان يسمع القرآن منه، وكان صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “من سره ان يقرا القرآن غضا طريا كما انزل فليقراه على قراة ابن ام عبد”. وكان حريصا على طلب العلم ولا سيما معاني آيات القرآن الكريم، قال: كان الرجل منا اذا تعلم عشر آيات،لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن والعمل بهن، ومن ثم كان يقول: والذي لا اله غيره، ما نزلت آية من كتاب اللّه الا وانا اعلم فيم نزلت واين نزلت، كما كان شديد الحرص ايضا على بث العلم ونشره بين العباد. قال مسروق بن الاجدع: كان عبد اللّه يقرا علينا السورة ثم يحدثنا فيها ويفسره، عامة النهار، وقد اذعن له عامة صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بالفضيلة والعلم بالكتاب والسنة49.

ومن ثم كانت له مكانة سامية في التفسير، وبذلك طار صيته، وعنه في التفسيرالشي الكثير، والطرق اليه متقنة. قال الخليلي في الارشاد: ولاسماعيل السدي تفسير يورده باسانيد الى ابن مسعود وابن عباس وروى عن السدي الائمة، مثل الثورى وشعبة، واضاف: ان امثل التفاسير تفسير السدي.

قال جلال الدين السيوطي ـ تعقيبا على كلام صاحب الارشاد ـ: وتفسير السدي الذي اشار اليه، يورد منه ابن جرير (الطبري) كثيرا من طريق السدي عن ابي مالك، وعن ابي صالح عن ابن عباس، وعن مرة عن ابن مسعود، وناس من الصحابة هكذا قال: والحاكم يخرج منه في مستدركه اشيا ويصححه، لكن من طريق مرة عن ابن مسعود، وناس فقط دون الطريق الاول50، اي طريق ابي صالح عن ابن عباس.

وكان بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم قد اخذ العلم من على عليه السلام وليس من غيره بتاتا وقد تقدم حديث علقمة، قال: قال ابن مسعود ذات يوم، وكنا في حلقته: لو علمت ان احدا هو اعلم مني بكتاب اللّه عز وجل لضربت اليه آباطالابل قال علقمة: فقال رجل من الحلقة: القيت عليا؟ فقال: نعم، قد لقيته، واخذت عنه، واستفدت منه، وقرات عليه وكان خير الناس واعلمهم بعد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم ولقد رايته كان بحرا يسيل سيلا51.

وعده الخوارزمي وشمس الدين الجزري في “اسنى المطالب ” من رواة حديث الغدير من الصحابة52.

واخرج جلال الدين السيوطي عنه نزول آية التبليغ (المائدة:67) بشان علي عليه السلام يوم الغدير، قال: واخرج ابن مردويه عن ابن مسعود، قال: كنا نقرا على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم: “يا ايها الرسول بلغ ما انزل اليك من ربك ـ ان عليا مولى المؤمنين ـ وان لم تفعل فما بلغت رسالته، واللّه يعصمك من الناس”53.

نعم كان ابن مسعود ممن شد وثاقه بولا آل بيت الرسول، لم يشذ عن طريقتهم المثلى منذ اول يومه فالى آخر ايام حياته.

روى الصدوق ابو جعفر ابن بابويه باسناده الى زيد بن وهب الجهني ابي سليمان الكوفي54: ان اثني عشر رجلا من صحابة رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم انكروا على ابي بكر تقدمه على علي عليه السلام وعدمنهم: عبد اللّه بن مسعود.

وكان هو الذي اشاد بذكر اهل البيت، وبث حديث “الخلفاء اثنا عشر” في الكوفة وما والاها55.

قال المرتضى علم الهدى ـ بشانه ـ: لا خلاف بين الامة في طهارة ابن مسعود وفضله وايمانه، ومدح النبى صلى الله عليه وآله وسلم له وثنائه عليه، وانه مات على الحالة المحمودة56.

وسياتي من تقي الدين ابي الصلاح الحلبي، عده وابيا من المخصوصين بولاية آل البيت57.

وروى رضي الدين ابو القاسم على بن موسى بن طاووس (664) عن كتاب ابي عبداللّه محمد بن علي السراج في تاويل قوله تعالى: ﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً58 بالاسناد الى عبد اللّه بن مسعود، انه قال:.

قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: “يا ابن مسعود، انه قد انزلت علي آية﴿وَاتَّقُواْ فِتْنَةًوانا مستودعكه، فكن لما اقول لك واعيا وعني له مؤدي، من ظلم عليا مجلسي هذا كمن جحد نبوتي ونبوة من كان قبلي فقال له الراوي: يا ابا عبدالرحمان، اسمعت هذا من رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: نعم قال: فكيف وليت للظالمين؟ قال: لا جرم حلت عقوبة عملي59، وذلك اني لم استاذن امامي كما استاذن جندب وعمار وسلمان، وانا استغفر اللّه واتوب اليه60.

ومما يجدر التنبه له ان عامة الكوفيين من مفسرين وفقهاء ومحدثين، كان طابعهم الولاء لاهل البيت عليهم السلام وقدخص اصحاب ابن مسعود بالميل لعلي عليه السلام الامر الذي كانت البيئة الكوفية تستدعيه بالذات، على اثر وفرة العلماء من صحابة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هناك ولا غرو فانهم اعرف بموضع اهل البيت ولا سيما سيدهم وكبيرهم على بن ابي طالب، من رسول اللّه، وكثرة وصاياه بشانهم، والتمسك باذيالهم والسير على هديهم، فلا يضلوا ابدا.

ومن ثم فقد امتازت الكوفة في امور جعلتها في قمة العظمة والاكبار، على مدى الدهور

اولاً: كانت مهجر علماء الصحابة الاخيار واعلام الامة الكبار، وبلغ اوجها عند مهاجرة الامام امير المؤمنين عليه السلام. اخرج ابن سعد عن ابراهيم، قال: هبط الكوفة ثلاثمئة من اصحاب الشجرة،وسبعون من اهل بدر وبذلك قال ابن عمرو: ما من يوم الا ينزل في فراتكم هذا مثاقيل من بركة الجنة كناية عن مهاجرة اصحاب الرسول اليها فوجا فوجا61.

وثانياً: اصبحت معهد العلم في الاسلام في دور نضارته وازدهار معارفه، فمن الكوفة صدرت العلوم والمعارف الاسلامية، بشتى انحائها الى البلاد، وسارت به الركبان الى الامصار في عهد طويل اخرج ابن سعد ـ ايضا ـ عن عبيد اللّه بن موسى، قال: اخبرنا عبد الجبار بن عباس عن ابيه، قال: جالست عطاء، فجعلت اساله فقال لي: ممن انت؟ فقلت: من اهل الكوفة فقال عطاء: ما ياتينا العلم الا من عندكم62.

وثالثا: كانت ارضا خصبة لتربية ولاء آل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في نفوس مؤمنة صادقة في ايمانه، مؤدية اجر رسالة نبيه، حافظة لكرامة رسول اللّه في ذريته الانجاب، عارفة بانهم سفن النجاة، واحد الثقلين، والعروة الوثقى التي لا انفصام له، ومن ثم روى ابن سعد: “ان اسعد الناس بالمهدي اهل الكوفة “63.

اما اصحاب ابن مسعود (الصحابي الجليل الموالي لال بيت الرسول) فكانوا اصدق عند الناس على علي عليه السلام على ما اخرجه ابن سعد باسناده عن ابي بكر ابن عياش عن مغيرة64، كانوا لا يغالون ولا ينتقصون ومن ثم روي عن علي عليه السلام ما يدل على رضائه عن موقفهم هذا المشرف، قال: “اصحاب عبد اللّه سرج هذه القرية65.

ملحوظة
انما يعرف صلاح الرجل واستقامته في الدين، بتقواه عن محارم اللّه واستسلامه لاوامره ونواهيه، وفي اطاعة الرسول واتباع سنته والعمل بوصاياه، من غير ان يكون له الخيرة من امره بعد ما قضى اللّه ورسوله، اذ مقتضى الايمان الصادق ان يسلم امره الى اللّه ورسوله تسليما.

ومن اهم وصاياه صلى الله عليه وآله وسلم والذي جعله اجر رسالته، هو الانضواء تحت لواء اهل البيت والاستمساك بعرى وثائقهم مدى الحياة وقد كان علي عليه السلام شاخص هذا البيت الرفيع، فمن كان معه كان مع الحق، ومن دار معه دار مع الحق، ومن حاد عنه حاد عن الاسلام ونبذ وصية الرسول وراء ظهره، واعرض عن الحق الصريح فكيف الثقة به وهو حائد عن الجادة، ضال عن الطريق، فلا يصلح ان يكون هادي، وهو لم يهتد السبيل.

الامر الذي يحفز بنا ان نجعل من الامام امير المؤمنين عليه السلام محورا اساسيا في هذا الحقل، وميزانا يفصل بين الصالح والطالح من الصحابة والتابعين ـ الفقهاء والمفسرين والمحدثين ـ وليس ذلك منا بدعاء، بعد ما جعله الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بابه الذي منه يؤتى، وسفينة النجاة، وثاني الثقلين اللذين ما ان تمسكت الامة بهما معا (ولن يفترقا حتى يردا عليه الحوض) لن يضلوا ابدا.

ولسنا ناخذ العلم الا ممن عرفنا صلاحه ووثقنا بايمانه الصادق تلك وصية امامنا ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال في قوله تعالى: ﴿فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ إِلَى طَعَامِهِ66: الى العلم الذي ياخذه عمن ياخذه67.

وهكذا ابى بن كعب الانصاري الخزرجي، هو اول من كتب لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم عند مقدمه المدينة، وكان قد لقب بسيد المسلمين، لشرفه وفضله وعلو منزلته في العلم والفضيلة، كما لقب بسيد القر، لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: “واقرؤهم ابى بن كعب” وكان هو الذي تولى رئاسة لجنة توحيد المصاحف على عهد عثمان، عند ما عجز القوم الذين انتدبهم الخليفة لذلك، ولم يكونوا اكفاء، حسبما اسلفنا.

وعنه في التفسير الشيء الكثير، والطرق اليه متقنة ايضا. قال جلال الدين: واما ابى بن كعب، فعنه نسخة كبيرة يرويها ابو جعفر الرازي عن الربيع بن انس عن ابي العالية عنه، وهذا اسناد صحيح وقد اخرج ابن جرير وابن ابي حاتم منها كثير، وكذا الحاكم في مستدركه، واحمد في مسنده68.

وذكر ابو الصلاح تقي الدين الحلبي (374 ـ 447) ابيا وابن مسعود من الثابتين على ولاء آل بيت الرسول، المتخصصين بهم في العهد الاول بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم 69، واضاف: ان ابيا حاول الاجهار بما يكنه ضميره في اخريات حياته لولا حؤول الموت70 وقد كان من النفر الاثني عشر الذين نقموا على ابي بكر تصديه ولاية الامر دون الامام امير المؤمنين71، وكابد الامرين على ذاك الحادث الجلل، رافعا شكواه الى اللّه (قال:والى اللّه المشتكى)72 وقد سمع من سعد بن عبادة ما نطق بما يوجب فرض ولاية الامام عليه السلام73.

واما عبد اللّه بن عباس، فهو حبر الامة وترجمان القرآن، واعلم الناس بالتفسير ـ تنزيله وتاويله ـتلميذ الامام امير المؤمنين عليه السلام، الموفق وتربيته الخاصة، وقد بلغ من العلم مبلغا قال في حقه الامام امير المؤمنين: “كانما ينظر الى الغيب من ستر رقيق” ولا غرو فانه دعا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بشانه: “اللهم فقهه في الدين وعلمه التاويل“، او قوله: “اللهم علمه الكتاب والحكمة“، او: “اللهم بارك فيه وانشر منه74.

قال صلى الله عليه وآله وسلم: “ولكل شي فارس، وفارس القرآن ابن عباس75.

ولد في الشعب قبل الهجرة بثلاث سنين، فحنكه النبى صلى الله عليه وآله وسلم وبارك له فتربى في حجره، وبعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم كان قدلازم بيت النبوة ورباه الامام امير المؤمنين عليه السلام فاحسن تربيته، ومن ثم كان من المتفانين في ولاء الامام عليه السلام وقد صح قوله: “ما اخذت من تفسير القرآن فمن على بن ابي طالب” هذا في اصول التفسير واسسه.

وكان يراجع سائر الاصحاب ممن يحتمل عنده شي من احاديث الرسول وسننه، مجدا في طلب العلم مهما كلف الامر فكان ياتي ابواب الانصار ممن عنده علم من الرسول، فاذا وجد احدهم نائما كان ينتظره حتى يستيقظ، وربما تسفي على وجهه الريح، ولا يكلف من يوقظه حتى يستيقظ ، فيساله عما يريد وينصرف، وبذلك كان يستعيض عما فاته من العلم ايام حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلم لصغره،باستطراق ابواب العلماء من صحابته الكبار.

قيل لطاووس: لزمت هذا الغلام ـ يعني ابن عباس لكونه اصغر الصحابة يومذاك ـ وتركت الاكابر من اصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم؟ قال: اني رايت سبعين رجلا من اصحاب رسول اللّه، اذا تدارؤوا في امر، صاروا الى قول ابن عباس.

وعن عبيد اللّه بن على بن ابي رافع، قال: كان ابن عباس ياتي جدي ابا رافع، فيساله عما صنع النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم كذ، ومعه من يكتب له ما يقول.

قال مسروق بن الاجدع: كنت اذا رايت ابن عباس قلت: اجمل الناس، فاذا نطق قلت: افصح الناس، فاذا تحدث قلت: اعلم الناس.

وقال ابو بكرة: قدم علينا ابن عباس البصرة، وما في العرب مثله حشماً، وعلماً، وثياباً، وجمالاً، وكمالاً.

وقد لقب حبر الامة، والبحر، لكثرة علمه وترجمان القرآن، وربانى هذه الامة، لاضطلاعه بمعاني القرآن ووجوه السنة والاحكام.

وله مواقف مشهودة مع امير المؤمنين عليه السلام في جميع حروبه: صفين، والجمل، والنهروان مات بالطائف سنة (68) وقد ناهز السبعين، وصلى عليه محمد ابن الحنفية76.

روى ابو عمرو محمد بن عمر بن عبد العزيز الكشي باسناده الى عبد اللّه بن عبد ياليل ـ رجل من اهل الطائف ـقال: اتينا ابن عباس رحمه الله نعوده في مرضه الذي مات فيه، فاغمي عليه فاخرج الى صحن الدار، فافاق، وقال كلمته الاخيرة:

ان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم انباني اني ساهجر هجرتين: فهجرة مع رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، وهجرة مع علي عليه السلام وامرني ان ابرأ من خمسة: من الناكثين: وهم اصحاب الجمل، ومن القاسطين: وهم اصحاب الشام، ومن الخوارج: وهم اهل النهروان، ومن القدرية، ومن المرجئة ثم قال: “اللهم اني احيا على ما حيى عليه على بن ابي طالب، واموت على ما مات عليه على بن ابي طالب، ثم مات رحمه الله”77.

وهذا الذي رواه الكشي عن رجل من اهل الطائف (عبد اللّه بن عبد ياليل)، رواه ابو القاسم على بن محمد الخزاز الرازي ـ من وجوه العلماء في القرن الرابع ـ في كتابه “كفاية الاثر” ـ بصورة اوسع ـ، باسناده الى عطاء،قال: دخلنا على عبد اللّه ابن عباس وهو عليل بالطائف، في العلة التي توفي فيها ـ ونحن زهاء ثلاثين رجلا من شيوخ الطائف ـ وقد ضعف، فسلمنا عليه وجلسن، فقال لي: يا عطاء، من القوم؟ قلت: يا سيدي، هم شيوخ هذا البلد الطائفي، وعمارة بن ابي الاجلح، وثابت بن مالك فما زلت اعد له واحدا بعد واحد ثم تقدموا اليه، فقالوا: يا ابن عم رسول اللّه، انك رايت رسول اللّه وسمعت منه ما سمعت، فاخبرنا عن اختلاف هذه الامة، فقوم قدموا عليا على غيره، وقوم جعلوه بعد الثلاثة؟.

قال عطاء: فتنفس ابن عباس الصعداء، فقال: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يقول: “على مع الحق والحق معه، وهو الامام والخليفة من بعدي، فمن تمسك به فاز ونج، ومن تخلف عنه ضل وغوى“، واخيرا قال: وتمسكوا بالعروة الوثقى من عترة نبيكم، فاني سمعته يقول: “من تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين“.

قال عطاء: ثم بعد ما تفرق القوم، قال لي: يا عطاء، خذ بيدي واحملني الى صحن الدار، فاخذنا بيده، انا وسعيد،وحملناه الى صحن الدار، ثم رفع يديه الى السماء، وقال: “اللهم، اني اتقرب اليك بمحمد وآل محمد، اللهم اني اتقرب اليك بولاية الشيخ، على بن ابي طالب عليه السلام“. فما زال يكررها حتى وقع الى الارض فصبرنا عليه ساعة ثم اقمناه فاذا هو ميت، رحمة اللّه عليه78.

وله في فضائل اهل البيت ولا سيما الامام امير المؤمنين عليه السلام اقوال وآثار باقية، الى جنب مواقفه الحاسمة.

ويكفيك انه من رواة حديث الغدير الناص على ولاية على بالامر، ومفسرا له بالخلافة والوصاية بعدالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، مصرا على ذلك.

اخرج الحافظ السجستاني باسناده الى ابن عباس، قال: “وجبت واللّه في اعناق القوم79. واما مواقفه بشان الدفاع عن حريم اهل البيت فكثير80.

واخيرا فانه هو القائل: “ان الرزية كل الرزية ما حال بين رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم وبين ان يكتب لهم ذلك الكتاب حتى بل دمعه الحصى،الى غير ذلك مما لا يحصى81.

الامر الذي ينبؤك عن مدى صلته بهذا البيت الرفيع، ومبلغ ولائه وعرفانه بشان آل الرسول صلوات اللّه عليهم اجمعين82.

ومن ثم كان الائمة من ذرية الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يحبونه حبا جما ويعظمون من قدره ويشيدون بذكره روى المفيد في كتاب الاختصاص باسناده الى الامام ابي عبد اللّه الصادق عليه السلام، قال: كان ابي (الامام ابو جعفر الباقر عليه السلام) يحبه (اي ابن عباس) حبا شديدا وكان ابي، وهو غلام، تلبسه امه ثيابه، فينطلق في غلمان بني عبد المطلب، فاتاه (اي ابن عباس) بعد ما اصيب بصره، فقال: من انت؟ قال: انا محمد بن على بن الحسين بن علي فقال: حسبك، من لم يعرفك فلاعرفك83، اي يكفي اني اعرفك من انت.

كانت ولادة الامام ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام، سنة (60) على قول راجح84، قبل واقعة الطف (61) بسنة وقد كف بصر ابن عباس بعد واقعة الطف، لكثرة بكائه على مصائب اهل البيت عليهم السلام85 وفي رواية: انه كف بصره قبل وفاته بسنة86، وكانت وفاته عام (68) وعليه ـ ان صحت الرواية ـ فقد كانت سن الامام ابي جعفر حينذاك بين السادسة والسابعة.

قال العلامة ـ في الخلاصة-: عبد اللّه بن العباس من اصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم، كان محبا لعلي عليه السلام وتلميذه ـحاله في الجلالة والاخلاص لامير المؤمنين اشهر من ان يخفى وقد ذكر الكشي احاديث تتضمن قدحا فيه، وهو اجل من ذلك.

وقد حمل السيد ابن طاووس ـ في التحرير الطاووسي ـ ما ورد في جرحه بعد تضعيف الاسناد ـ على الحسد، قد صدر من الحاسدين الحاقدين عليه، قال: ومثل حبر الامة ـ رضوان اللّه عليه ـ موضع ان يحسده الناس وينافسوه، ويقولوا فيه ويباهتوه.

حسدوا الفتى اذ لم ينالوا فضله    الناس اعداء له وخصوم.

كضرائر الحسناء قلن لوجهها     حسداً وبغياً: انه لدميم.

وقد بحث الائمة النقاد عن روايات القدح، ولا سيما ما قيل بشانه من الهروب ببيت مال البصرة، وما ورد من التعنيف لفعله ذلك، فاستخرجوا في نهاية المطاف من ذلك دلائل الوضع والاختلاق بشان هذا العبد الصالح الموالي لال بيت الرسول نعم كان الرجل ممقوتا عند رجال السلطة الحاكمة، لا سيما وكان يجابههم بما يخشون صراحته وصرامته، ومن ثم كان طاغية العرب معاوية الهاوية، يلعنه ضمن النفر الخمسة الذين كان يلعنهم في قنوته87، وكان ذلك من شدة قنوطه من رحمة اللّه التي وسعت كل شيء، انه من قوم غضب اللّه عليهم قديئسوا من الاخرة كما يئس الكفار من اصحاب القبور88.

وللمولى محمد تقي التستري ـ ادام اللّه فضله والبسه ثوب العافية ـ تحقيق لطيف بشان براءة الرجل من الصاق هكذا تهم مفضوحة، وانه لم يزل في خدمة المولى امير المؤمنين عليه السلام لم يبرح البصرة حتى قتل الامام عليه السلام وكان من المحرضين لبيعة الامام الحسن المجتبى عليه السلام وبعد ان تم الصلح اضطر الى المغادرة الى بيت اللّه الحرام حتى توفاه اللّه، عليه رضوان اللّه89. ولسيدنا الاستاذ العلامة الفاني ـ رحمة اللّه عليه ـ رسالة وجيزة في براءة الرجل، استوفى فيها الكلام بشانه، جزاه اللّه خيرا عن الحق واهله90.

*التفسير والمفسرون في ثوبه القشيب، الشيخ محمد هادي معرفة، الجامعة الرضوية للعلوم الإسلامية، ط1، ص203-231.


1- يوسف:76.
2- التوبة:100.
3- الرعد:17.
4- البقرة:269.
5- كان من التابعين، فقيه عابد قال الشعبي: ما رايت اطلب منه للعلم كان معلما ومقرئا ومفتياصحب عليا عليه السلام ولم يتخلف عن حروبه توفي سنة 62، وله من العمر 63 سنة.
6- التفسير والمفسرون، ج1، ص 36.
7- النهاية، ج1، ص 28.
8- راجع: الخطبة الشقشقية من نهج البلاغة، رقم3.
9- راجع: تاريخ دمشق لابن عساكر، ترجمة الامام على بن ابي طالب، ج3، ص 51،رقم1086.
10- التفسير والمفسرون، ج1، ص 35.
11- هو ابن حاتم الموصوف بالجود الذي يضرب به المثل، وفد على النبى صلى الله عليه وآله وسلم سنة تسع كان جوادا شريفا في قومه وكان ثابت الايمان راسخ العقيدة، روي عنه انه قال: ما دخل على وقت صلاة الا وانا مشتاق اليها وكان رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم يكرمه اذا دخل عليه قال الشعبي:ارسل اليه الاشعث يستعير منه قدور حاتم فملاها وحملها الرجال اليه فقال: انما اردناهافارغة، فقال عدى: انا لا نعيرها فارغة كان منحرفا عن عثمان، ثابتا مع امير المؤمنين عليه السلام فقئت عينه يوم الجمل وقتل ابنان له في ركاب علي عليه السلام وشهد صفين بنفسه توفي سنة 67بالكوفة ايام المختار، وله مائة وعشرون سنة، (اسد الغابة، ج3، ص 392).
12- البقرة:187.
13- فتح الباري بشرح البخاري لابن حجر، ج4، ص 113 ـ 114 وتفسير الطبري، ج2،ص 100.
14- الدر المنثور، ج1، ص 198 ـ 200. هكذا رواه القوم بشان بلال وابن ام مكتوم، ولعله اشتباه من الراوي او الناسخ، لان بلالاكان هو المؤذن المعتمد عند رسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم والاصحاب وكان ابن ام مكتوم مكفوف، يؤذن قبيل طلوع الفجر، وكان ذلك سبب تشريع اذانين وقد تداوم عليه اهل المدينة، حتى اليوم. قال ابوجعفر الصدوق: كان لرسول اللّه صلى الله عليه وآله وسلم مؤذنان، بلال والاخر ابن ام مكتوم وكان اعمى، وكان يؤذن قبل الصبح وكان بلال يؤذن بعد الصبح، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ان ابن ام مكتوم يؤذن بالليل، فاذا سمعتم اذانه فكلوا واشربو، حتى تسمعوا اذان بلال فغيرت العامة هذاالحديث عن جهته، وقالوا: انه عليه السلام قال: ان بلالا يؤذن بليل، فاذا سمعتم اذانه فكلوا واشربواحتى تسمعوا اذان ابن ام مكتوم (من لايحضره الفقيه، ج1، ص 193 ـ 194).
15- وسائل الشيعة، ج3، ص 153، رقم4، باب 27، المواقيت.
16- المؤمنون:57 ـ 61.
17- المؤمنون:60
18- الاتقان، ج4، ص 238.
19- عند المبحث عن مسالة التحريف عند حشوية العامة برقم20 وراجع: المستدرك، ج2،ص 235و246.
20- التمعك: التمرغ في التراب.
21- العياشي، ج1، ص 244، رقم144 و145وص 302، رقم63.
22- عبس:24 ـ 32.
23- راجع: الدر المنثور، ج6، ص 317، والمستدرك للحاكم، ج2، ص 514. والاب: العشب المتهيئ للرعي والجز، من قولهم: اب لكذ، اذا تهيا له كما ان الفاكهة هي الثمرة الناضحة للاكل والقطف جا في المعجم الوسيط: الاب: العشب رطبه ويابسه يقال:فلان راع له الحب، وطاع له الاب، اذا زكا زرعه واتسع مرعاه.
24- النحل:47.
25- الموافقات، ج2، ص 87 ـ 88 (الذهبي، ج1، ص 34).
26- مجمع البيان، ج6، ص 363. والرحل: القتب وهو ما يجعل على ظهر البعير كالسرج للفرس والتامك: السنام،لارتفاعه، يقال: تمك السنام تموكا اذا طال وارتفع والقرد: الذي تجعد شعره فصار كانه وقاية للسنام والنبع: شجر للقسي والسهام والسفن: ما ينحت به كالمبرد ونحوه. ومعنى البيت: ان الرحل قد اخذ من جوانب السنام فجعل ياكله وينقص من اطرافه، رغم سموكه وتجعده بالشعر المتلبد كما ياخذ المبرد من اطراف عود النبعة لبريه سهما او قوسا.
27- معاني القرآن، ج2، ص 101.
28- الانبياء: 44 ونظيرتها آية اخرى في سورة الرعد:41 (ا و لم يروا انا ناتي الارض ).
29- البقرة:155.
30- الاتقان، ج2، ص 4 (ط2) وج1، ص 113، (ط1).
31- التفسير والمفسرون، ج1، ص 35.
32- الاتقان، ج4، ص 204.
33- التفسير والمفسرون، ج1، ص 63 ـ 64.
34- البرهان، ج2، ص 157، والبحار، ج89، ص 105(بيروت ).
35- وناهيك قولة ابن الخطاب: “لا ابقاني اللّه لمعضلة ليس لها ابو حسن ” (انساب الاشراف،ص 100، رقم29 ).
36- التفسير والمفسرون، ج1، ص 89.
37- بحار الانوار، ج89، (ط بيروت )، ص 105 ـ 106 عن كتاب سعد السعود للسيد ابن طاووس، ص 285 ـ 286.
38- راجع في ذلك: اسد الغابة لابن الاثير، ج4، ص 22 ـ 23 والاصابة لابن حجر، ج2،ص 509 وحلية الاوليا لابي نعيم، ج1، ص 65 وانساب الاشراف للبلاذري، ج2،ص 100، رقم 29.
39- سعد السعود، ص 285 البحار، ج89، ص 105.
40- شرح النهج، ج1، ص 19.
41- المستدرك للحاكم، ج3، ص 126 و124.
42- انساب الاشراف للبلاذري، ص 98 ـ 99، رقم 26 و27 و28.
43- المعيار والموازنة للاسكافي، ص 300.
44- الكافي الشريف، ج1، ص 64، كتاب فضل العلم، باب اختلاف الحديث، رقم1.
45- المعيار والموازنة، ص 301.
46- بفتح العين: رائحته الذكية.
47- الخطل: الخطا ينشا من عدم الروية.
48- الخطبة، رقم192، النهج، ج1، ص 392 ـ 394.
49- حلية الاولي، ج1، ص 124 ـ 139 واسد الغابة، ج3، ص 256 ـ 260 والاستيعاب بهامش الاصابة، ج2، ص 316 ـ 324 والاصابة، ج2، ص 368 ـ 370.
50- الاتقان، ج4، ص 207 ـ 208.
51- سعد السعود، ص 285 البحار، ج89، ص 105.
52- راجع: الغدير، ج1، ص 53، رقم79.
53- الدر المنثور، ج2، ص 298 والالوسي في روح المعاني، ج6، ص 172.
54- وثقه اصحاب التراجم قال الاعمش: اذا حدثك زيد بن وهب عن احد فكانك سمعته من الذي حدثك عنه اسلم في حياة النبى صلى الله عليه وآله وسلم وهاجر اليه، فبلغته وفاته في الطريق فهو معدودمن كبار التابعين، سكن الكوفة وكان في الجيش الذي مع على عليه السلام في حربه الخوارج وهو اول من جمع خطب علي عليه السلام في الجمع والاعياد وغيرهما توفي سنة 96، وقد عمر طويلا(الخصال، ج2، ص 461، باب 12).
55- راجع: بحار الانوار، ج36 (بيروت ) صفحات 229و230 و233 و234.
56- قاموس الرجال للتستري، ج6، ص 136، ط1، نقلا عن الشافي.
57- تقريب المعارف، ص 168.
58- الانفال:25.
59- وفي نسخة: جلبت.
60- الطرائف في معرفة مذاهب الطوائف، ص 36، برقم 25 وقاموس الرجال، ج6، ص 141 ـ142.
61- الطبقات، ج6،(ط ليدن )، ص 40، س 15 و20.
62- الطبقات، ج6، ص 5، س 20.
63- الطبقات، ج6، ص 4، س 19.
64- المصدر نفسه، ص 5، س 4.
65- المصدر نفسه، ص 4، س 24.
66- عبس:24.
67- وسائل الشيعة، ج18، ص 109، رقم44.
68- الاتقان، ج4، ص 209 ـ 210.
69- تقريب المعارف لابي الصلاح، ص 168 وراجع: سفينة البحار، ج1، ص 8.
70- بنقل التستري في قاموس الرجال، ج1، ص 237.
71- الخصال للصدوق، ج2، ص 461.
72- شرح النهج لابن ابي الحديد، ج2، ص 52.
73- المصدر نفسه، ج6، ص 44.
74- الاصابة، ج2، ص 330 ـ 334 واسد الغابة، ج3، ص 192 ـ 195.
75- بحار الانوار، ج22، (ط بيروت )، ص 343.
76- الاصابة، ج2، ص 330 ـ 334، رقم 4781 اسد الغابة، ج3، ص 192 ـ 195.
77- اختيار معرفة الرجال، ج1، ص 277، رقم 106.
78- كفاية الاثر، ص 290 ـ 291، والبحار، ج36، ص 287 ـ 288، رقم 109.
79- راجع: الغدير للعلامة الاميني، ج1، ص 49 ـ 52 رقم 76.
80- من ذلك ما نظمه الشاعر العبقري ابومحمد سفيان بن مصعب العبدي الكوفي، في انشودة رثا بها الامام ابا عبد اللّه الحسين سيد الشهداء عليه السلام، استنشده اياها الامام جعفر بن محمد الصادق عليه السلام، قال فيها:.
وقد روى عكرمة في خبر ما شك فيه احد ولا امترا.
مر ابن عباس على قوم وقد سبوا عليا فاستراع وبكا.
وقال مغتاظا لهم: ايكم سب اله الخلق جل وعلا؟
قالوا: معاذ اللّه قال: ايكم سب رسول اللّه ظلما واجترا؟
قالوا: معاذ اللّه قال: ايكم سب عليا خير من وطئ الحصا؟
قالوا: نعم، قد كان ذا فقال: قد سمعت واللّه النبي المجتبا.
يقول: من سب عليا سبني وسبتي سب الاله، واكتفى
(الغدير، ج2، ص 294 ـ 300).
81- شرح النهج لابن ابي الحديد، ج2، ص 54 ـ 55.
82- راجع: بحار الانوار، ج36، ص 243 و285 وج41، ص 16 ـ 18.
83- بحار الانوار، ج42، ص 181، رقم39.
84- رجحه ابن حجر في تهذيب التهذيب، ج9، ص 351.
85- بحار الانوار، ج89، ص 105، عن كتاب سعد السعود للسيد ابن طاووس، ص 285.
86- سفينة البحار، ج2، ص 151.
87- وهم: علي والحسن والحسين وابن عباس والاشتر شرح النهج لابن ابي الحديد، ج15،ص 98 وراجع: بحار الانوار، ج42 (ط بيروت ) ص 176.
88- من الاية رقم 13 من سورة الممتحنة.
89- راجع: قاموس الرجال (ط الاولى ) ج6، ص 2 ـ 65.
90- طبعت في قم المقدسة، سنة 1398 ه ق.

شارك هذه:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *